ويقع موقع سيروس (النبي هوري) في منطقة عفرين شمال غرب سوريا على بعد (30)كم من مركز مدينة عفرين بالقرب من الحدود السورية التركية وهي إحدى أكبر المدن القديمة في الشمال السوري وتعرف المدينة بأسماء عدة (سيروس ـ قورش ـ النبي هوري) ،أطلالها الظاهرة تعود الى عدة حضارات أقدمها من الفترة الهلنستية (السلوقية) حوالي (280 ق م) ومن ثم الفترة الرومانية (64ق م) فالبيزنطية ومن ثم الإسلامية وهي من المدن البائدة التي وضع الحاكم السلجوقي نور الدين زنكي حداً لتاريخها وحضارتها منتصف القرن (12 م). تعرضت المدينة للقصف التركي العنيف بحكم قربها من الحدود التركية منذ اليوم الأول للهجوم التركي على منطقة عفرين السورية بتاريخ (20\1\2018).
وقالت المنظمة بأنه وبعد احتلالها تعرضت أثارها لأبشع التعديات والانتهاكات حيث وصلتهم وثائق بصرية بتاريخ (10\8\2018 و 6\10\2018 و 3\11\2018و15\11\2019 و 23\6\2020) تثبت قيام السلطات التركية والفصائل السورية المسلحة والموالية لها (فصيل صقور الشمال تحديداً ) بحفريات تخريبية وعشوائية بالأليات الثقيلة (جرافات) أدت الى تدمير الطبقات الاثرية دون توثيقها إضافة الى تدمير المواد الاثرية الهشة كالزجاج والخزف والفخار ولوحات الفسيفساء.
وتشير المنظمة بأنهم لم يكونوا يملكون معلومات كافية حول حجم الحفريات التخريبية والمساحات التي طالتها عمليات الحفر نتيجة إغلاق الموقع أمام عامة الناس حيث تعترض عملية توثيق انتهاكات المواقع الاثرية لعوامل عدة تساهم في عدم القدرة على تكوين صورة واضحة عن القضية وقد تم ذكر هذه النقطة في تقرير لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا الصادر بتاريخ 14\9\2020 . وتابعت المنظمة:بتاريخ 26\10\2020 حصلنا على صورة فضائية تعود الى تاريخ 28\9\2019 حيث توضح مسار الحفريات التخريبية التي قامت بها الفصائل الموالية لتركيا بالتعاون مع السلطات التركية و المساحات التي تعرضت للحفر الى تاريخ الصورة الفضائية 28\9\2020 ويبدو في الصورة أن عمليات الحفر قد تمت بالأليات الثقيلة على مساحات شاسعة تزيد على ستين هكتاراً (60) هكتار بالاضافة الى مساحات غير معلومة ضمن سور المدينة في الطرف الشرقي والجنوبي الشرقي بين بساتين الزيتون والطرف الجنوبي الغربي بحسب شهادات الأهالي، وهذه أضخم مساحة تم تخريبها بشكل ممنهج في تاريخ تدمير وتخريب المواقع الاثرية والتراث الثقافي الإنساني،مبينة بأنهم لايملكون فكرة واضحة عن نسبة الأضرار الحاصلة في الموقع والقطع الاثرية التي ظهرت نتيجة هذه الحفريات التخريبية ومصيرها وخاصةً لوحات الفسيفساء التي قاموا بتوثيقها بتاريخ 18\11\2019 و28\11\2019 حيث قاموا بتوثيق الانتهاكات الحاصلة في الموقع بحسب الوثائق الواردة اليهم في السنوات السابقة وقاموا بنشرها تباعاً وتتفق الأحداث التي قاموا بتوثيقها سابقاً مع الصور الفضائية كقضية اللوحات الفسيفسائية التي تم نشرها بتاريخ 6\11\2019على صفحة أحد العاملين في حقل تخريب وتدمير أثار منطقة عفرين السورية .
وتابعت المنظمة:قمنا حينها بإعداد عدة تقارير بخصوص قضية لوحات الفسيفساء و محاولة تزوير الحقيقة وتضليل الرأي العام، والجدير بالذكر أن أعمال الحفر ما زالت مستمرة الى الآن.
ونوهت المنظمة:إن ما تقوم به السلطات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لها من انتهاكات بحق المواقع والتلال الاثرية في منطقة عفرين السورية تتناقض مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية كمعاهدة لاهاي (1954)وبروتوكوليه واليونيسكو (1970و1972)وقرار مجلس الامن الذي يحمل الرقم (2139)لعام (2014) والذي دعا جميع الأطراف الى انقاذ التنوع الثري لتراث سوريا الثقافي والقرار (2199) لعام (2015) الصادر عن مجلس الامن والذي ينص على حظر الاتجار بالممتلكات الثقافية في العراق وسوريا إضافة الى قرار مجلس الامن رقم (2347) والذي صدر واتخذ بإجماع أعضاء المجلس عام (2017) والمعني بحماية التراث الإنساني.